دعا وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، إلى تطبيق عقوبات جديدة وقاسية ضد إيران بسبب برنامجها النووي، ومواصلة تشديدها حتى تصبح فعالة، غير أنه حذّر من إمكانية أن تفقد القيود تأثيرها إن امتنعت روسيا والصين عن التزام بها.
ولكن باراك طالب، في مقابلة مع سي إن إن الأحد جميع الأطراف عدم سحب أي خيار من على الطاولة" بما يتعلق بالتعامل مع إيران، بالإشارة إلى الخيار العسكري، غير أن الوزير الإسرائيلي تجنب توضيح السيناريوهات المحتملة في حال لم تتأثر طهران بالعقوبات التي قال إن ثمارها يجب أن تظهر "خلال أشهر."
واتهم باراك إيران بالسعي لامتلاك السلاح النووي ومخادعة العالم بأسره، مشيراً إلى أن النظام الإيراني يحاول الاستفادة من التجارب الباكستانية والكورية الشمالية في المجال النووي، وذلك بعدما بات بحوزة إسلام أباد وبيونج يانج أسلحة نووية رغم رفض العالم لذلك.
وتوقع الوزير الإسرائيلي أن تشهد منطقة الشرق الأوسط سباق تسلح إن نجحت إيران في امتلاك السلاح النووي، مضيفاً أن السعودية قد تصبح دولة نووية خلال أشهر وتتبعها كل من مصر وتركيا، وأشاد بالإدارة الأمريكية التي قال إنها تسعى جاهدة للضغط على إيران رغم انشغالها بالملفات الداخلية.
وحول احتمال تعرض إسرائيل لهجوم من قبل حزب الله أو منظمات تدعمها إيران وسوريا قال باراك إن بلاده لا تعرف مدى إمكانية تعرضها لضربة استباقية دفاعية، ولكنها لا تتطلع إلى إثارة نزاع جديد في الشمال أو الشرق، في إشارة إلى الحدود مع لبنان وسوريا.
وانتقد باراك ما جاء في تقرير جولدستون الذي أشار إلى جرائم حرب من الجانب الإسرائيلي خلال النزاع الأخير في غزة، فقال إنه لن يؤثر على تل أبيب في نزاعات مقبلة، كما انتقد ما جاء فيه بشدة بحجة "الانحياز وانعدام المصداقية" محذراً من أن اتهام إسرائيل بهذا الشكل سيؤدي إلى تشجيع الإرهاب على حد تعبيره.
باراك يلمح لضرب إيران: أعطونا الأدوات وسنقوم نحن بذلك
لوح وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، بإمكانية أن تقوم بلاده بتوجيه ضربة عسكرية لإيران، قائلاً إن تل أبيب لن تطلب من الأمريكيين القتال بدلاً منها، بل إنها بالأساس تمسكت بما سبق أن قاله رئيس الوزراء البريطاني الراحل، وينستون تشرشل: أعطونا الأدوات ونحن سنقوم بالمهمة.
وحذّر باراك من تطور القدرات الإيرانية، التي قال إن مخاطرها تمتد لأبعد من إسرائيل، وإن كان قد استبعد أن تجن إيران لدرجة توجيه ضربة صاروخية لبلاده، في الوقت الذي قالت فيه طهران إن أول سرب من مقاتلات الصاعقة المحلية الصنع دخل الخدمة لمواجهة التهديدات المحتملة.
واتهم الوزير الإسرائيلي طهران بالسعي إلى امتلاك قنبلة نووية متطورة، يمكن وضعها على صواريخ أرض - أرض، وأضاف باراك الذي يزور واشنطن لإجراء محادثات إستراتيجية إن امتلاك إيران لأسلحة نووية من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة بإطلاق سباق للتسلح وزيادة الجماعات الإسلامية التي تدعمها إيران جرأة. وحض باراك الولايات المتحدة والقوى الكبرى على إبقاء "كل الخيارات مطروحة على الطاولة" بمواجهة إيران."
وبعد انتهاء كلمته، توجه باراك للقاء وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التي قالت خلال استقبالها له، إن إيران " لم تلتزم بواجباتها الدولية،" مضيفة أن جهد القوى الكبرى يتواصل لزيادة الضغط عليها ودفعها لتعديل سلوكها.
بالمقابل، أشار باراك إلى أن بلاده على استعداد للسلام والحرب أيضاً قائلاً: ليس لدينا مفاهيم مغلوطة عن المنطقة التي نعيش فيها (الشرق الأوسط) نحن نبحث عن فرص السلام بيد ونبقي اليد الأخرى على الزناد استعداداً لاستخدامه إذا دعت الحاجة القصوى لذلك. من جهتها، قالت إيران إن أول سرب لمقاتلات الصاعقة المحلية الصنع بات جاهزاً لمواجهة أي تهديد جوي محتما.
ونقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية عن مساعد العمليات الجوية لسلاح الجو، محمد علوي أن العاملين بسلاح الجو الإيراني وفي وزارة الدفاع صنعوا المقاتلات ومعداتها في داخل إيران دون الحاجة إلى الآخرين. واعتبر علوي تدريب الطيارين في داخل إيران من أهم نقاط القوة للوطن وذكر أن مقاتلات الصاعقة بإمكانها التحليق فوق سطح الماء واليابسة واستهداف الموقع من بعد، معربا عن أمله بأن يتم إنتاج الجيلين 4 و5 من هذه المقاتلة أيضا.
وحدد المسئول العسكري الإيراني مهمات السرب بالقول إنها تكمن في اعتراض الطائرات المعتدية والتصدي لها واستهداف المواقع البرية في أي وقت، بالإضافة إلى قدرتها في حمل القنابل وأنواع الصواريخ ومدافع الرشاشة