ايران تستعد لبناء منشأتين لتخصيب اليورانيوم

أعلن رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي اكبر صالحي أمس، ان بلاده حددت 20 موقعاً محتملاً لإقامة منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم، معرباً عن أمله ببدء العمل في إنشاء اثنتين منها هذا العام، فيما دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى فرض عقوبات «تقلّص» صادرات النفط ووارداته في إيران، حتى من خارج مجلس الأمن.
ونقلت وكالة الأنباء الطالبية الإيرانية (ايسنا) عن صالحي قوله: «حددنا نحو 20 موقعاً ورفعنا تقريراً في شأنها للرئيس (محمود أحمدي نجاد)، لكنها مجرد مواقع محتملة». وأضاف: «ان شاء الله من الممكن ان نبدأ في العام الإيراني المقبل (الذي يبدأ في 21 آذار/مارس)، بناء موقعَيْن لتخصيب اليورانيوم، ننوي استخدام أجهزة طرد مركزي جديدة فيهما».

وأشار الى ان بناء هاتين المنشأتين «سيتم في قلب منطقة جبلية، لحمايتهما من اي هجوم» جوي قد يستهدف المنشآت النووية الإيرانية.

وأوضح ان طاقة هذين الموقعين «ستكون مماثلة من ناحية الإنتاج، لمنشأة ناتانز»، لكن مساحتهما ستكون أصغر. وثمة 8610 أجهزة طرد مركزي في ناتانز، دخل 3772 منها حيز الخدمة، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والمنشأة قادرة على احتواء نحو 54 ألف جهاز طرد مركزي.

وأكد صالحي ان نجاد سيعلن في 9 نيسان (ابريل) المقبل، لمناسبة «اليوم الوطني للتكنولوجيا»، «نبأً ساراً في شأن أجهزة طرد جديدة» يجرى بناؤها في ايران، و «ستكون ذات قدرة أعلى» لتخصيب اليورانيوم في سرعة اكبر. وأضاف ان ايران تريد ان «تبلغ مستوى تكون قادرة معه على صنع ما بين 250 و300 طن من الوقود سنوياً».

في الوقت ذاته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي ان «الأرضية مهيأة للتوصل الى اتفاق بين ايران والغرب حول تبادل الوقود النووي»، مشيراً الى ان الغربيين وافقوا على شروط طرحتها طهران، فيما ان «البقية ما زالت موضع نقاش، ونعتقد ان في الإمكان التوصل الى اتفاق، عبر الحوار».

ودعا واشنطن الى «اعتماد الخيار السلمي والديبلوماسي مع طهران، لأن في ذلك مصلحة لها»، مؤكداً في حديث لقناة «العالم» ان «الولايات المتحدة لا يمكن ان تقدم على عمل عسكري ضد ايران، بسبب مشاكلها الكثيرة في المنطقة، والخيارات المطروحة لدى الأميركيين تتمثل في فرض عقوبات اقتصادية جديدة واإطلاق تهديدات».

وحذر اسرائيل من ان «ارتكابها اي حماقة استراتيجية ضد ايران او سورية او لبنان، سيكون بمثابة نهاية لها في المنطقة»، مشدداً على ان «الشعب الإيراني وحكومته، مثلهم مثل شعوب المنطقة، سيكونون الى جانب اي بلد يُعتدى عليه».

وجدد متقي تأكيده «حرص جميع دول الخليج الفارسي، بما فيها ايران، على أمن الطاقة في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم، وإبقاء مضيق هرمز مفتوحاً»، داعياً الى «تسوية القضايا والمشاكل في ما بينها».

في السياق ذاتــــه، حذر علي اهاني نائب وزير الخارجية الإيراني من ان بلاده «لن تبدأ بشن حرب. لكن اذا تعرضنا لهجوم، سنرد بقوة». وأشار في حديث لصحيفة «فيسيرنيي ليست» الكرواتية الى تواجد «قوات عسكرية اجنبية بينها حلف الأطلسي، عند كل الحدود» الإيرانية تقريباً.

اما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان فحذر من ان شن اسرائيل هجوماً على ايران يشكل «كارثة على المنطقة». وقال لصحيفة «الباييس» الإسبانية ان «من الضروري إيجاد تسوية للنزاع بالوسائل الديبلوماسية»، مضيفاً: «يجب الا نغادر طاولة التفاوض، ولنعتمد الوسائل الديبلوماسية حتى النهاية». وزاد ان هجوماً إسرائيلياً سيسفر عن «عواقب غير متوقعة، لا أريد حتى ان أتصوّرها».

في غضون ذلك، اعتبر نتانياهو أنه اذا كان العالم «جاداً في شأن منع إيران، فإن ما يحتاجه ليس عقوبات مخففة او معتدلة، بل عقوبات فاعلة ومؤلمة تقلص صادرات النفط ووارداته من ايران وإليها».

وقال لزعماء لليهود في الخارج: «هذا هو المطلوب الآن. قد لا يفي بالغرض، لكن اي شيء آخر لن يفي به، وعلى الأقل سنعرف أنه تمت تجربة هذا الأمر. واذا لم يُقرّ هذا في مجلس الأمن، فيجب القيام به خارج مجلس الأمن، لكن فوراً».

في الوقت ذاته، قال مارك ريغيف الناطق باسم نتانياهو: «اذا تحركت الولايات المتحدة وأوروبا والدول صاحبة الرأي ذاته سوياً، من الممكن أن تنجح في إرسال الرسالة المرغوبة وإرغام النظام في طهران على إعادة التفكير في برنامجه للأسلحة النووية».

في بروكسيل، دعا وزير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية بيار لولوش الى توجيه «رسالة حازمة جداً» لإيران. وقال خلال مشاركته في اجتماع لوزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد: «نأمل بأن يكون الجميع على الخط ذاته».

وأضاف: «أعتقد ان الجميع في صدد التقدم في هذا الاتجاه للأسف، لأن كل الأعمال من الجانب الإيراني منذ اسابيع، تؤكد ضرورة الانتقال الى العقوبات».

لكن وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن اعتبر ان الاتحاد «لن يجد حلولاً مع عقوبات. ما من حل آخر سوى الطريق الديبلوماسي، يجب ان نحاول استنفاد كل الأعمال الديبلوماسية».

ودعا نظيره السويدي كارل بيلت الى انتظار ما ستسفر عنه «المحادثات الجارية في مجلس الأمن». وقال: «سيكون لذلك انعكاس اذا كان المجتمع الدولي موحداً فقط». ورفض فكرة تحديد مهلة نهائية للإيرانيين.

في المقابل، حضت مريم رجوي زعيمة الجناح السياسي لـ «مجاهدين خلق» أبرز منظمة معارضة للنظام الإيراني في الخارج، الاتحاد على فرض عقوبات على «الحرس الثوري».

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المساهمات : 14 تاريخ التسجيل : 21/02/2010 العمر : 37

» الأوبرا تستعد لتقديم (فتوحات الإسلام) فى الليلة المحمدية المقبلة بمشاركة الدول الإسلامية